حقيقة الضوء الأزرق في زلزال المغرب وتركيا وسوريا - Al-Kokh News

شريط الاخبار

Sunday, September 17, 2023

حقيقة الضوء الأزرق في زلزال المغرب وتركيا وسوريا



الكوخ - ظاهرة البرق الزلزالي هي ظاهرة طبيعية نادرة ومذهلة تحدث في بعض المناطق الزلزالية حول العالم. وتعتبر هذه الظاهرة من أكثر الظواهر الطبيعية غموضًا وفهمًا صعبًا، حيث أنها تحدث فيما بعد الهزات الأرضية وتتميز بظهور ألوان مشعة ونيران متلاحقة.

تم تسمية هذه الظاهرة بـ "البرق الزلزالي" بسبب ارتباطها الوثيق بالنشاط الزلزالي. حيث تظهر هذه الظاهرة على شاشة الرادار أو في الصور والفيديوهات التي تلتقطها الكاميرات خلال هزة أرضية قوية في مناطق مختلفة من العالم، مثل تركيا وسوريا والمغرب اثناء الزلال التي حصلت في الاونة الاخيرة.

تعتبر هذه الظاهرة نادرة جداً، حيث لم تشهد سوى بضع حالات في السنوات الأخيرة، لذلك يعتبر البحث حول هذه الظاهرة مهماً لفهم أسباب وآليات حدوثها. وقد أظهرت الأبحاث الأولية أنه يمكن أن يكون لهذه الظاهرة علاقة بتحولات كيميائية في تربة الأرض نتيجة للتوتر الذي يحدث جراء الهزات الأرضية.

على الرغم من أن البرق الزلزالي يبدو في العادة  أمر غريب، إلا أنه يحمل أيضًا خطرًا كبيرًا على البشر والبيئة المحيطة. فعندما يحدث البرق الزلزالي، فإنه يطلق موجات كهرومغناطيسية عالية التردد والتي يمكن أن تتسبب في تعطيل نظم الاتصالات والشبكات الكهربائية والإلكترونية. كما أن البرق الزلزالي قد يتسبب في نشوب حرائق في المباني والغابات المجاورة.

تُعد الفهم الكامل لهذه الظاهرة الغامضة تحدًا حقيقيًا للعلماء والباحثين. ويرجح البعض أنها قد تكون ناتجة عن امتزاج غاز الميثان الذي ينتج عن النشاط الزلزالي مع الجزيئات الهوائية المحيطة به، مما يؤدي إلى إطلاق شرارة كهربائية وظهور البرق.

باستكشاف هذه الظاهرة بشكل أكبر، يمكن للعلماء فهم العوامل التي تؤدي إلى حدوثها، وربما يستطيعون التنبؤ بها والتحذير من وقوع هزات أرضية خطيرة. كما أنها يمكن أن تساهم في أبحاث أخرى تتعلق بتوقع الزلازل وفهم تأثيراتها على البيئة.


وقال رئيس الجمعية الفلكية السورية، محمد العصيري، إن اللون الأزرق أو “الضوء الأزرق” الذي ظهر في السماء، قبل حدوث الهزة الأرضية، هو عبارة عن ظاهرة البرق الزلزالي، وتحدث عادةً مع بعض الزلازل وبشكل طبيعي.

وبحسب تفسير العصيري فإنّ؛ “النظريات الكهرطيسية تفسر هذه الظاهرة بأن الحركة العنيفة في الزلازل الكبرى، التي يحدث بها الانزلاق الهائل، والاحتكاك للصفائح، يتولد عنها شحن أطراف الصفائح والطبقات الصخرية، وبالتالي تفريغ أو انفراغ تلك الشحنات بشكل عنيف، على شكل برق زلزالي”. وفقا لما صرح به لموقع "أثر" الموالي.

علق عالم الجيوفيزياء جون دير بحديث لشبكة CNN على ظاهرة "أضواء الزلازل" التي سبقت زلزال المغرب، وقال إن هذه الظاهرة معروفة منذ القدم.

وقال جون دير، عالم الجيوفيزياء الذي كان يعمل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، إن هذه الانفجارات من الضوء الساطع المتراقص بألوان مختلفة حيرت العلماء لفترة طويلة، ولا يوجد حتى الآن إجماع حول أسبابها، لكنها "حقيقية بالتأكيد".

ولفت إلى أن الفيديو الأخير من المغرب الذي تمت مشاركته عبر الإنترنت يصور أضواء الزلزال التي التقطتها الكاميرات الأمنية خلال زلزال عام 2007 في بيسكو، بالبيرو.

ولفهم أضواء الزلازل بشكل أفضل، قام دير وزملاؤه بجمع معلومات عن 65 زلزالا أمريكيا وأوروبيا مرتبطة بتقارير جديرة بالثقة عن أضواء الزلازل التي يعود تاريخها إلى عام 1600.

ووجد الباحثون أن حوالي 80% من هذه الحالات تسجل في الزلازل التي تزيد قوتها عن 5.05 درجة وأن هذه الظاهرة تحدث قبل وقت قصير من وقوع الزلزال أو أثناءه، وكانت مرئية على بعد 600 كيلومتر  من مركز الزلزال.

ومن المرجح أن تحدث الزلازل، وخاصة القوية منها، على طول أو بالقرب من المناطق التي تلتقي فيها الصفائح التكتونية.

ومع ذلك، وجدت دراسة عام 2014 أن معظم الزلازل المرتبطة بالظواهر المضيئة حدثت داخل الصفائح التكتونية، وليس عند حدودها.

علاوة على ذلك، كان من المرجح أن تحدث أضواء الزلازل في الوديان المتصدعة أو بالقرب منها، وهي الأماكن التي تمزقت فيها قشرة الأرض - في مرحلة ما في الماضي - مما أدى إلى إنشاء منطقة منخفضة طويلة تقع بين كتلتين أعلى من الأرض.

وتشمل النظريات الأخرى حول أسباب أضواء الزلازل، الكهرباء الساكنة الناتجة عن تكسر الصخور وانبعاث غاز الرادون.

وفي الثامن من سبتمبر 2023، ضرب زلزال بقوة 7 درجات عدة مناطق في المغرب، كان مركزه منطقة الحوز.

وقالت الداخلية المغربية في آخر حصيلة أعلنتها يوم الثلاثاء أن عدد وفيات الزلزال الذي ضرب البلاد، بلغت 2901 شخص فيما وصل عدد الجرحى إلى 5530 شخصا.

وحسب العلماء فإن الزلزال الذي بلغت قوته 7.2 درجة، بحسب المعهد الوطني المغربي للجيوفيزياء، يعد الأقوى في السنوات الـ60 الماضية، وفاقت قوته قوة الزلزال الذي ضرب منطقة الحسيمة في أقصى شمال المغرب في عام 2004، وأودى حينها بحياة أكثر من 600 شخص.

انتقد عالم الجيولوجيا المصري الدكتور محمد الجزار، الربط بين ظهور "الوميض الأزرق" في السماء وحدوث الزلازل، سواء في المغرب أو تركيا وسوريا.

وأصبحت "ومضات الضوء الأزرق" التي ظهرت لحظة وقوع زلزال المغرب حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض علامة غريبة، إلا أن بعض العلماء فسروها بأنها نتيجة كسر الصفائح أو الطبقات الصخرية المصاحبة للزلازل.

أكد الدكتور محمد الجزار أن الربط بين الوميض والزلزال نوع من الارتجال، لأنه لا يوجد علامات لحظية على وقوع الزلازل وفق قواعد العلم، سواء كانت وميضا أم صوت انفجار أم تأثر الحيوانات.


وشدد الجزار، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، على أن كل هذه الأمور والعلامات عبارة عن اجتهادات شخصية من بعض الأفراد، وليس لها علاقة بحدوث الزلازل.

وأوضح أن الزلازل تحدث في الأماكن التي ليس بها توازن في الأرض، ومن بين هذه المناطق منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، الذي كان جزءًا من الأرض عندما كانت أوروبا متصلة بأفريقيا، لكن الأرض هبطت منذ ملايين السنين، ما نتج عنه فوالق أرضية كثيرة.

وطالب الخبير الجيولوجي بتوخي الحذر في التعامل مع شواطئ البحر المتوسط، لأن كثرة وجود المباني حول حوض البحر تعمل على زيادة عدم التوازن، ما يحرك القشرة الأرضية، ويهيج الزلازل.

وأشار إلى أن مثل هذا الأمر ينطبق على الدول الأفريقية الواقعة على الصدع الأفريقي، والذي ظهر بعد انفصال قارة أفريقيا وآسيا، مضيفا "لا بد أن تتم المراقبة وأن توضع علامات استرشادية مبنية على التحليل العلمي لواقع الأرض، وإمكانية حدوث الزلازل بها، بدلًا من الاستدلال بعلامات ليس لها علاقة بالظاهرة".



ويذكر ان ما حدث في تركيا وسوريا كانا عبارة عن زلزالين متتاليين وليس زلزالًا واحدًا؛ الأول كان مركزه غرب مدينة غازي عنتاب وبلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر. ثم بعد مرور 9 ساعات، وقع زلزال آخر بقوة 7.6 درجات بالقرب من مدينة كهرمان مرعش.

أما زلزال المغرب، فقد كان أقل عنفًا بقوة 7.2 درجات على سلم ريختر، ومركزه إقليم الحوز التابع لمدينة مراكش.

إلى ذلك، وقع زلزال تركيا وسوريا على عمق نحو 18 كلم، الأمر الذي تسبّب في أضرار جسيمة للمباني على سطح الأرض.

والزلزال في تركيا وسوريا امتد إلى مساحة 150 كلم وشعر به السكان على امتداد 900 كلم، بينما وقع الزلزال في المغرب على عمق 8 كلم وشعر به السكان على محيط 400 كلم.

من جهة أخرى، يُعد ما حدث في المغرب زلزالًا تكتونيًا بسبب تحرك الصفيحة الإفريقية ضد الصفيحة الأوراسية، لكن زلزال تركيا وسوريا كان سببه اصطدامًا بين الصفيحة الآسيوية والصفيحة الأوراسية.

وكانت مدة زلزال كهرمان مرعش 75 ثانية ثم تبعته هزات ارتدادية متواصلة، في حين أن زلزال المغرب استمر لمدة 22 ثانية وكانت له هزات ارتدادية وصلت إلى 5.8 على سلم ريختر.


عاجل