وفاة صاحب قصيدة.. لا تشك للناس جرحا أنت صاحبهُ لا يؤلم الجرح إلا من به ألم.. الشاعر كريم العراقي - Al-Kokh News

شريط الاخبار

Friday, September 1, 2023

وفاة صاحب قصيدة.. لا تشك للناس جرحا أنت صاحبهُ لا يؤلم الجرح إلا من به ألم.. الشاعر كريم العراقي



الكوخ - توفي الشاعر، كريم العراقي، فجر الجمعة، عن عمر ناهز 68 عاما، حسبما أعلن مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الثقافية عارف الساعدي.

وقال الساعدي على صفحته الرسمية في "فيسبوك": "أنعي لكم الشاعر كريم العراقي الذي رحل فجر هذا اليوم في أبوظبي".

كريم العراقي

ولد في منطقة الشاكرية كرادة مريم في بغداد، عام 1955.

حاصل على دبلوم علم النفس وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد.

عمل كريم العراقي معلما في مدارس بغداد لعدة سنوات ثم عمل مشرفا متخصصا في كتابة الأوبريت المدرسي.

بدأ الكتابة والنشر منذ كان طالبا في المدرسة الابتدائية في مجلات عراقية عديدة منها: مجلة المتفرج، والراصد، والإذاعة والتلفزيون، وابن البلد، ووعي العمال ومجلة الشباب.

حصل على جائزة منظمة اليونسيف لأفضل أغنية إنسانية عن قصيدة تذكّر التي لحنها وغناها الفنان كاظم الساهر.

من أعماله، ديوان "للمطر وأم الضفيرة"، "ذات مرة"، "سالم يا عراق"، "الخنجر الذهبي"، و"الشارع المهاجر".


وهذه اشهر قصائدة 

لا تشك للناس جرحا أنت صاحبهُ
لا يؤلم الجرح إلا من به ألم
شكواك للناس يابن الناس منقصةٌ
ومن من الناس صاحٍ ما به سقمُ؟
فالهم كالسيل والأمراض زاخرة
حمرُ الدلائلِ مهما أهلها كتموا
فإن شكوت لمن طاب الزمان له
عيناك تغلي ومن تشكو له صنم
وإذا شكوتَ لمنْ شكواكَ تُسعدهُ
أضفتَ جُرحًا لجرحكَ اسمهُ الندمُ
هلْ المواساةُ يومًا حـرَّرَتْ وطنــًا؟
أَم التعازي بديلٌ إن هوى العَلمُ؟
من يندبُ الحظَ يطفئُ عينَ همِتَّهُ
لا عينَ للحظِ إن لم تبصر الهممُ
كم خابَ ظني بمنْ أهديتهُ ثقتي
فأجبرتني على هِجرانِهُ التهمُ
كم صِرتُ جسراً لمن أحببتهُ فمشى
على ضلوعي وكم زلّت به قدمُ
فداسَ قلبي وكانَ القلبُ منزلهُ
فما وفائي لخلٍ مالهُ قيمُ
لا اليأسُ ثوبي ولا الأحزانُ تكسرني
جرحي عنيدٌ بلسعِ النارِ يلتئمُ
اشربْ دموعَكَ واجرع مُرّها عسلاً
يغزو الشموعَ حريقٌ وهي تبتسمُ
والجِم همومَكَ واسرجْ ظهرهَّا فرسًا
وانهض كسيفٍ إذا الأنصالُ تلتحمُ
عدالةُ الأرض مُذْ خُلقت مزيفةٌ
والعدل في الأرض لا عدلٌ ولا ذممُ
والخيرُ حَملٌ وديعٌ طيبٌ قَلِقٌ
والشرُ ذئبٌ خبيثٌ ماكرٌ نهمُ
كل السكاكين صوب الشاةِ راكضةٌٌ
لتطمئن الذئبَ أن الشملَ ملتئمُ
كنْ ذا دهاءٍ وكن لصًا بغير يدٍ
ترى الملذاتِ تحتَ يديكَ تزدحمُ
المال والجاه تمثالان من ذهبٍ
لهما تصلي بكل لغاتها الأممُ
والأقوياء طواغيت فراعنةٌ
وأكثر الناس تحت عروشهم خَدمُ
شكواك شكواي يا من تكتوي ألما
ما سال دمع على الخدين سال دمُ
ومن سوى الله نأوي تحت سدرتهِ؟
ونستغيث به عونا ونعتصمُ؟
كن فيلسوفا ترى أن الجميع هنا
يتقاتلون على عدم وهم عدمُ.


عاجل